الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية كلمات مواطن إلى السيد يوسف الشاهد: «صـــرت أخــشـــى فــاتــورة «الستـــاغ» أكــــثــــر مـمّـــا أهـــــــــاب الشـــرطـــــي»

نشر في  17 أفريل 2018  (13:53)

بقلم: المنصف بن مراد

تونس صارت أشبه ما يكون بسيارة يقودها أناس ليس بأيديهم المقود

السلطات السياسية تحبّذ زغاريد «البني وي وي»

صرنا نأكل القاروص أو«الدوراد» بأعيننـا فقط

تعهّدت في الماضي ألاّ تخوض أخبار الجمهورية Magazine في الاشكالات السياسيّة لأنّي استنتجت من تجاربي المتواضعة أنّ الطبقة السياسيّة مكبّلة سواء بالمصالح السياسية المتضاربة وبمنافع السلطة والنّفوذ أو الطموحات الانتخابيّة وملذّات «الكرسي» فضلا عن عدم  وجود رؤية استشرافية واضحة وجامعة في وقت يقع فيه تدمير الدولة والتعليم والصحّة هذه الطبة الغارقة في نرجسيتها والمكبلة بالمصالح وبضغوطات الأحزاب العقائديّة والأصدقاء النّافذين للتّجارة الموازية وبالمجموعات العقائديّة وبتردّد الحكومة والمطالبة بالتشغيل والإضرابات و«كلّ مكبّل له حاميه»...
لكلّ هذه الأسباب رفضنا الخوض في المواضيع السياسيّة لأنّ الحكومة ـ في تضارباتها وتناقضاتها ـ غير قادرة على الأخذ بعين الاعتبار الآراء الداعية إلى تغيير السياسات لمصلحة تونس.
تونس  صارت أشبه ما يكون بسيارة يقودها أناس ليس بأيديهم المقود... سيارة يحاول البعض تعطيب محرّكها ويسعى آخرون الى الاضرار بعجلاتها في حين يحاول البعض الآخر تغيير مسارها،  بينما يعمد آخرون الى حرق كلّ من فيها.
إنّ من أهمّ المشاكل التي تعاني منها تونس أنّ السلطات السياسية لا تريد ان تستمع وتأخذ بعين الاعتبار الرأي المخالف لأنّها تحبّذ زغاريد «البني وي وي» les beni oui oui وهي غير عازمة على تغيير قطاع الإعلام ومساندته، هذا القطاع الذي أصبح في أيادي غير آمنة أو تحت «النّفوذ».
وفي هذا العدد اسمح لي أيضا أيّها الأخ الكريم يوسف الشاهد أن أنقل إليك كلام مواطن بسيط ولكنّه ذكي وصف لي وضعيّته ونحن في مقهى شعبي وأنا بصدد انتظار تنظيف سيارتي... لنترك له الكلمة:
«في الوقت الذي يردّد فيه السياسيون كلمات يريدون من خلالها طمأنتنا، نحن نغرق في المشاكل... لقد اقتربنا من اليأس والانفجار... فأنا مثلا حين استمع إلى طرق على الباب أشعر بخوف رهيب من أن يسلّمني «البوصطاجي» فواتير «الستاغ» وهذا الشعور بالخوف أقوى بكثير ممّا أشعر به عندما يطرق بابي شرطيّ. انّ فاتورة «الستاغ» باتت مروّعة أكثر من «البوليس» لا سيما وقد اشتعلت الأسعار وهي تكاد تحرقنا وتقتلنا جوعا»... ثم واصل حديثه قائلا: «تصوّر انّه ما عاد بإمكاني اقتناء أيّ نوع من السّمك الاّ «السردينة» في احسن  الحالات.. أما سمك القاروص او «الدوراد» فنأكله بالأعين فقط عندما أتجول رفقة أبنائي في السوق».
انّ هذا الكلام يتكرّر ويزداد حدّة في الطبقات الوسطى التي ازدادت فقرا وذلك منذ تغير النظام وقرر «المنتصرون» تدمير المجتمع التونسي وتعويض الدولة بحزب وتغليب العقيدة السوداء وتكبيل الحريات وتعويض العقل الفاعل بالعقل اليائس وافراغ الخزينة لتوزيعها على الأحبّاء والأنصار والمقرّبين وافلاس البلاد!
اليوم تتراكم مؤشرات الغضب ولا وجود لسياسة واضحة تتحكّم في مسالك التوزيع حتى لا يغرق المواطن في اليأس...
حذار ثم حذار فالشعب اذا ما جاع فلن يفهم شيئا هذا ما أكده لي هذا المواطن.
وفي الختام أقول لك يا رئيس الحكومة إذا أردت أن تصبح رجل دولة، عليك التصدّي للمصالح الضيّقة للأحزاب ومخاطبة الشعب مباشرة في حال كبّلك كبار المخرّبين.